• النفط يرتفع مدعوما بانخفاض المخزونات الأمريكية وتشديد العقوبات على إيران

    26/06/2019

    ارتفعت أسعار النفط أمس، بعد فتح السوق الأمريكية مدعومة بانخفاض المخزونات في الولايات المتحدة، ليعوض الخام خسائره المبكرة، التي ارتبطت بالمخاوف من ضعف الطلب.
    ووفقا لـ"رويترز"، زادت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 32 سنتا إلى 65.18 دولار للبرميل بحلول الساعة 13:53 بتوقيت جرينتش.
    وارتفعت عقود الخام الأمريكي 24 سنتا إلى 58.14 دولار للبرميل.
    ورجح استطلاع أولي أجرته "رويترز" أمس الأول، أن تكون مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة قد انخفضت الأسبوع الماضي للمرة الثانية على التوالي.
    وكانت الأسعار تعرضت في وقت سابق إلى ضغوط تبدد آمال إحراز تقدم في الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة خلال اجتماع مجموعة العشرين المقرر هذا الأسبوع بعدما قال مسؤول أمريكي كبير، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب "مرتاح لأي نتيجة" تتمخض عنها المحادثات.
    في الوقت نفسه، تتلقى أسعار النفط دعما قويا من إعلان الولايات المتحدة فرض عقوبات جديدة مشددة على إيران، كما يدعم صعود الأسعار تمسك تحالف "أوبك+"، الذين يجتمعون في فيينا يومي الأول والثاني من تموز (يوليو) المقبل بخطط خفض الإنتاج وتمديد تقييد المعروض حتى نهاية العام الجاري​

    ويقول لـ"الاقتصادية"، سيفين شيميل مدير شركة "في. جي. إندستري" الألمانية، إن الوضع المتوتر في الشرق الأوسط والمخاوف من مواجهات عسكرية ليست الأزمة الأولى من نوعها التي تتعرض لها السوق النفطية، حيث سبق التعامل مع أزمات سابقة ودورات اقتصادية صعبة بحنكة كبيرة من كبار المنتجين وعلى رأسهم السعودية، ما مكن من تقليل الآثار السلبية والحفاظ على السوق والصناعة في حالة جيدة ومتوازنة.
    وأضاف شيميل أن السعودية لديها طاقات فائضة وقدرات إنتاجية مرنة، وهو ما مكنها من سرعة التغلب على صعوبات السوق، وعلى الهجمات التي طالت الناقلات والمحطات وخطوط الأنابيب والمنشآت النفطية بشكل عام، لافتا إلى أن السوق حاليا في وضع أقوى مع تدشين شراكة قوية واستراتيجية تجمع السعودية وروسيا وبقية المنتجين للتحرك بشكل جماعي بما يسهل التغلب على أزمات السوق.
    من جانبه، يقول لـ"الاقتصادية"، فيتوريو موسازي مدير العلاقات الدولية في شركة "سنام" الإيطالية للطاقة، إن المخاوف على الطلب النفطي عادت لتكبح جماح الأسعار مرة أخرى، خاصة بعد صدور بيانات دولية تتوقع انكماش الطلب وترجح احتمالية دخول الاقتصاد العالمي في دائرة الركود النسبي، الذي يتسع تدريجيا في العام المقبل.
    واعتبر أن قمة العشرين في أوساكا في اليابان تعد فرصة جيدة ومميزة لتحقيق مزيد من التقارب والتفاهمات بين كبار اللاعبين في الاقتصاد العالمي، خاصة الولايات المتحدة والصين حيث يأمل كثيرون أن تكون قمة العشرين ومحادثات الرئيسين الأمريكي والصيني بداية لقطع خطوات مهمة ومؤثرة لنزع فتيل الحرب التجارية ووقف سباق فرض التعريفات الجمركية، وهو السباق الذي أصبح مصدرا لقلق الكثيرين على نمو الاقتصاد العالمي.
    ومن ناحيته، أوضح لـ"الاقتصادية"، جون هال مدير شركة "ألفا إنرجي" الدولية للطاقة، أن اجتماع المنتجين في "أوبك" وخارجها يجيء في توقيت دقيق من عمر السوق وفى بداية الربع الثالث وفي إطار شبه التوافق على عدم حاجة السوق إلى مزيد من الإمدادات مع ضرورة الاستمرار في دعم بقاء الأسعار في مستويات ملائمة لموازنات الدول المنتجة وبشكل مشجع على تسارع المشاريع الاستثمارية الجديدة، خاصة في مشروع المنبع والمصب وغيرها.
    وأشار جون هال، إلى أن الاجتماعات ستكون مركزة ومتلاحقة وتسبقها اجتماعات اللجنة الوزارية المعنية في مراقبة اتفاق خفض الإنتاج لتقييم الاتفاق ووضع السوق، متوقعا أن ملفات مهمة ستكون في الصدارة ومنها النمو الاقتصادي ومستويات العرض والطلب وتداعيات العقوبات على المعروض العالمي، في ضوء التراجعات الحادة لمستوى إنتاجي إيران وفنزويلا جراء العقوبات معتبرا أن التحدي الأكبر سيكون في الحفاظ على وحدة المنظمة وقدرتها على الخروج بقرارات جماعية للتعامل مع متغيرات السوق.
    وبدوره، يقول لـ"الاقتصادية"، ديفيد لديسما المحلل في مجموعة "ساوث كورت" الدولية، إن تطبيق عقوبات جديدة على النظام الإيراني جاء في ظل إصرار أمريكي على خنق الاقتصاد الإيراني وإجبار النظام على الامتثال بوقف أنشطة التسلح النووي، مشيرا إلى أن التصعيد بدأ من الجانب الإيراني، الذي استهدف طائرات أمريكية بدون طيار علاوة على الاعتداء على ناقلات النفط.
    ويرى لديسما أن تصاعد الصراع الأمريكي- الإيراني لن يطول فقط أسواق النفط، بل سيؤثر في موارد الطاقة الأخرى وربما الغاز بدرجة أكبر، لافتا إلى ضرورة تعاون الأطراف كافة لحماية الاقتصاد العالمي من التعرض لأزمات عنيفة مجددا، واحتواء المخاطر الجيوسياسية التي تصاعدت على نحو كبير في الفترة الأخيرة وتفوقت على أساسيات السوق في دفع الأسعار صعودا وهبوطا، حيث بات أمن الطاقة وهو أهم الشؤون الاقتصادية على المحك.
    وصعد برنت 5 في المائة الأسبوع الماضي بينما زاد الخام الأمريكي 10 في المائة بعدما أسقطت إيران طائرة مسيرة أمريكية الخميس الماضي في الخليج، ما أجج التوترات بعد هجمات على ناقلات نفط في المنطقة في شهري أيار (مايو) وحزيران (يونيو).
    واستهدف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مسؤولين إيرانيين كبارا بعقوبات اقتصادية في خطوة غير مسبوقة لتكثيف الضغط على طهران بعد إسقاطها للطائرة المسيرة.

حقوق التأليف والنشر © غرفة الشرقية